ما حكم صلاة الجمعة إذا جاء العيد يوم الجمعة؟

أكد الشيخ نوح القضاة انه إذا وافق يوم العيد يوم جمعة فينبغي ان يصلي المسلمون صلاة العيد في وقتها وصلاة العيد سنة مؤكدة بينما صلاة الجمعة فريضة محتمة إذا اجتمعت شروط وجوبها في الشخص وهي: ان يكون مسلما بالغا عاقلا ذكرا مقيما غير مريض ولا معذور بعذر يبيح ترك الجماعة وذلك لقول الله عز وجل "يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا الى ذكر الله".واضاف القضاة لـ "الدستور" انه حدث في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ان وافق يوم العيد يوم الجمعة فقال صلى الله عليه وسلم "قد اجتمع في يومكم هذا عيدان فمن شاء أجزأه من الجمعة وإنا مجمعون". رواه ابو داوود وابن ماجة الحاكم في المستدرك.وبين انه قد حمل الحنفي والشافعي والمالكي هذا الحديث على انه في حق من جاء لصلاة العيد من خارج المدينة المنورة فهؤلاء ان انتظروا حتى يصلوا الجمعة كان في ذلك مشقة عليهم وكذلك لو رجعوا الى اهلهم ثم جاءوا لصلاة الجمعة فرخص لهم في ترك الجمعة ، وما حمل العلماء على هذا التأويل: أولا: ان صلاة الجمعة فريضة فلا تسقط بأداء صلاة العيد وهي سنة.ثانيا: ان الرسول عليه الصلاة والسلام قال (وإنا مجمعون) ، ومعلوم انه كان مقيما في المدينة المنورة ، فكل من كان حاله كحال الرسول صلى الله عليه وسلم اي مقيما في بلد الجمعة فعليه ان يصلي الجمعة.واضاف: انه ذهب الحنابلة الى ان من صلى العيد لا يطالب بصلاة الجمعة لكنه يصلي في ذلك اليوم الظهر ويستثنى من هذا الامام فإنه يصلي الجمعة إذا إجتمع له عدد تصح بهم الصلاة وحجتهم في هذا ظاهر الحديث الذي ذكرناه ، ومعلوم ان مذهب الحنابلة هو أحد مذاهب اهل السنة فلا حرج على من أخذ به لكن الإحتياط يقتضي العمل بقول جمهور اهل السنة من الحنفية والمالكية والشافعية وغيرهم ، وهم ايضا من اهل السنة وفيهم من المحدثون الكبار الذين تقتدي بهم الامة وقول الجمهور هو المعمول به في البلدان الاسلامية.وبين مفتي عام المملكة انه إذا اختلف اهل السنة فلا حرج على من أخذ بقول مذهب من مذاهبهم شريطة ألاّ يطعن بغيره من المذاهب ، فهذا منهج العلماء وأدبهم ، فكل أئمة أهل السنة يأخذون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكل يتمسك بالكتاب والسنة والاجماع والقياس ويعمل بما أدى إليه اجتهاده مع احترامه لغيره من العلماء المشتهرين ويجب العمل به ، وبالتالي فلا مجال للجدل والخلاف الذي يفرق صفوفنا فنحن احوج ما نكون الى جمع الصفوف واستيعاب الآخرين من الامة الاسلامية ، واشار الى ان الصحابة اختلفوا في اجتهادهم لكن لم تتفرق صفوفهم ولم يطعن بعضهم ببعض وهكذا يجب ان نكون.