الصوفية -غزة فلسطين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا
ادارة المنتدي
الصوفية -غزة فلسطين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا
ادارة المنتدي
الصوفية -غزة فلسطين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الصوفية -غزة فلسطين

الصوفية غزة فلسطين عن الاقطاب الخمسة ترحب بكم
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الصيام

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الصوفية غزة فلسطين
ღالمدير العامღ
ღالمدير العامღ
الصوفية غزة فلسطين


ذكر
عدد المساهمات : 1387
تاريخ التسجيل : 27/05/2010
الموقع : www.alsufia-gaza-palestin.yoo7.com

الصيام Empty
مُساهمةموضوع: الصيام   الصيام I_icon_minitimeالأربعاء أغسطس 18, 2010 3:19 am

المبحث الأول : لماذا نصوم ؟

قال الحق تبارك وتعالى : { يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون} ..

فالصيام واجب ، قد أوجبه الله تعالى علينا كما أوجبه على غيرنا من الأمم ..

وبين الله الحكمة من إيجاب هذا الصوم بقوله : { لعلكم تتقون } أي لأجل أن نحقق تقوى الله تعالى باتباع ما أمرنا به واجتناب ما نهانا عنه ..

إن الحكمة من الصيام هي تهذيب النفس وقسرها على طاعة الله تعالى .. حيث يصوم العبد نهاره بلا أكل ولا شرب ولا شهوة ، ويصون سمعه وبصره عما حرم الله عليه ويظل لسانه يلهج بذكر ربه ... ويحيي ليله قائماً وراكعاً وساجداً وداعياً ومنيباً وباكياً وخاشعاً وقارئاً ومتصدقاً ..

هنا تصفو نفسه .. حيث لا داعي للرياء .. أمْرُ عبادة الصوم ما بينه وبين ربه عز وجل ..

ولذا جاء في الصحيحين واللفظ لمسلم من حديث أبي هريرة _ رضي الله عنه _ عن النبي _ صلى الله عليه وسلم _ : " كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ، قال الله عز وجل : إلا الصوم ، فإنه لي وأنا أجزي يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي ، للصائم فرحتان ؛ فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك " .

لقد جعل الله تعالى جزاء الصوم إليه تعالى ؛ لكون العبد ما صام إلا له تعالى ولأجله سبحانه ..

نعم .. إن الفطر لا يمكن أن يطلع عليه أحد من الناس ، ولكن العبد صام وأقلع عن طعامه وشرابه وشهوته امتثالاً لأمر الله تعالى وطلباً لرضاه سبحانه ، فحقق تقوى ربه عز وجل ، وضيق مجاري الشيطان في جسده بصومه فأقبلت نفسه على عبادة ربه .. ، ولذا كافأه ربه بأن جعل ثواب صومه إليه تعالى .. وما ظنكم بأكرم الأكرمين سبحانه ، وكيف سيجازي عبده على عبادته ؟ " إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ، يدع طعامه وشرابه وشهوته لأجلي "

إنها والله الغنيمة العظمى .. نعم إنها التقوى ... إنها التقوى { لعلكم تتقون } وهي الحكمة والغاية من العبادة ...

نعم .. أن يكون تركنا للمشارب والمآكل والشهوة إخلاصاً لله تعالى واتباعاً لأمره .. وحينها نشعر بأثر العبادة ، نشعر بأثرها علينا في أجسامنا ومجتمعنا وقلوبنا والدنيا بأسرها ..

ولذا أيها الأحبة يجب علينا أن نفتش في دواخل قلوبنا ونفوسنا ، وأن نخلص له تعالى في عملنا ...

نعم لنتأمل قوله _ صلى الله عليه وسلم _ : " من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه" .. ( إيماناً واحتساباً ) .. إيماناً بالله تعالى وتصديقاً لنبيه _ صلى الله عليه وسلم _ وعملاً بما أمره الله به واحتساباً للأجر منه تعالى لا من غيره ..

فلم يصم لأجل أن الناس صاموا .. أو لأجل أن لا يقال عنه : بأنه مفطر .. بل صام إيماناً واحتساباً ...

وعليه فإني أوجه النداء لنا كلنا بأن نتقي الله تعالى في هذا الشهر الكريم وأن نحقق التقوى في الصيام لله تعالى لا لغيره ..

فيا من اجتهدت في الصيام وضيعت الصلاة .. ما حققت التقوى ... فاتق الله والزم طاعته ، واعلم بأن ما أنت عليه معصية عظيمة ..

ويا من أمضى نهاره صائماً عما أحل الله له في غير رمضان من طعام وشراب ومأكل ؛ امتثالاً لأمر الله .. لكنه كذب وغش واغتاب وبهت ونمَّ وتكلم في أعراض الناس وسخر من هذا وذاك وأكل الحرام .. ما حققت يا أخي التقوى وأنت قائم على تلك المعاصي .. فتب إلى ربك وحقق التقوى بامتناعك عن تلك الكبائر ، ولقد جاء في الصحيح: " من لم يدع قول الزور والعمل به ، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه " .

ويا من اجتهد في النهار في الصوم وتلاوة القرآن والحرص على الصدقة .. وضيَّع الليل ما بين شياطين الفضاء والقنوات الملهية وقيل وقال ولعب وسهر وضياع .. ما حققت يا أخي التقوى .. فاتق الله والزم طاعة ربك واحذر مخالفته ومعصيته ....

نعم { لعلكم تتقون } ، إن رمضان فرصة لنا أن نجدد العهد مع الله تعالى وأن نتوب ونؤوب إليه وأن نتخلص من أمراض قلوبنا وذنوبنا وأن نصحح مسيرنا إلى الله تعالى بالتوبة النصوح ولزوم العمل الصالح ..

إنها فرصة لنا كي نفتح صفحة جديدة من أعمارنا نعمرها بالعبادة وبالقرب منه تعالى...إنها فرصة لنا كي نصفي ما بيننا وبين أنفسنا وأقربائنا وأهلنا..

فرصة لصلة الرحم ، وبذل المعروف وفعل الجميل والإكثار من الطاعات وتلمس ذوي الحاجات ..

لم يكن رمضان شهر السهر والسمر والأكل والشرب .. كلا ، بل هو شهر العبادة أتدرون ما العبادة ؟ عبادة الجسد والروح عبادة القلب والروح عبادة الظاهر والباطن العلم والعمل ، الجد والمثابرة ، وهزيمة النفس الأمارة بالسوء والشيطان ..

إن غزوة بدر الكبرى يوم الفرقان التي خلد الله ذكرها في كتابه كانت في رمضان وفتح بلد الله الحرام مكة المكرمة يوم أن اندحر الشرك والكفر عن أطهر البقاع كان في رمضان ، والخير كله في رمضان ..

نعم لم يكن شهر كسل ودعة وأكل وشرب وسهر وضياع ونغم وأفلام ومسلسلات ومسابقات وفوازير ..

والله إننا لنستحي من الله تعالى أن يمن علينا بنعمة هذا الشهر الكريم وما فيه من الفضائل وعظيم الأجر ، وينظر إلينا سبحانه وقد قابلنا نعمته بالجحود .. لعب ولهو وسمر وسهر .. ، لا بل ينزل تبارك وتعالى في ثلث الليل الآخر ، وبعضنا على حالة ... نسأل الله أن لا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا ..

نعم كلنا مقصرون ، وكلنا مذنبون ، ولكن لنتفكر يا عباد الله .. لنتفكر قبل أن لا ينفع الندم ولا ينفع العمل .. والله المستعان .

إنه ينبغي علينا رجالاً ونساءً أن نتقي الله في صيامنا وأن نحقق الإيمان والاحتساب فيه ..

ولعلي أهمس في أذن أختي المسلمة لأقول :

إياكِ ثم إياكِ وأن يذهب عليك شهرك سدى ، ما بين نوم وطبخ وسواليف وزيارات وتلفاز ..

أدركي أختي فجيعة فوات العمر ، ... وما أشد الفجيعة حينما يفوت على المسلمة رمضان ولم يغفر لها ؟ ، أسأل الله لنا التوفيق والهداية والرشاد .

ثانياً- رمضان شهر الخير والبر تتعلق به أحكام شرعية من صيام وقيام وتلاوة قرآن وصدقة وجود وبذل للخير ، وعمرة واعتكاف ..

ولعل بعض المسائل يكثر السؤال عنها ولذا أحببت أن أبين ما يتعلق بها على سبيل الإيجاز ..

1- أما قراءة القرآن فإنها مشروعة في كل وقت .... بل لا بد لنا من أن نتدارس القرآن الكريم ..

ولعل مما ينعى على بعضنا أنهم لا يعرفون القرآن إلا في رمضان ، وهذا بلا شك خطأ كبير .. بل إن هجران القرآن مما جاء فيه الذم في كتاب الله تعالى ، { وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً } ...

2- وأما الصدقة والجود بالخير ، فإن النبي _ صلى الله عليه وسلم _ "كان أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان" ، ثبت ذلك في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ، وسيأتي بسط الكلام على ذلك في موضعه إن شاء الله تعالى..

وللصدقة باب آخر ، سيأتي الحديث عنه في زكاة الفطر .

بقي هنا ما يتعلق بالصيام وبالعمرة والاعتكاف ..

وهي محل حديثنا في المبحث القادم :

المبحث الثاني : الصوم :

1- وفي الصوم عدة مسائل :

حكم الاحتياط بالصوم قبل رمضان لرمضان :

قدمنا بأن الصوم من فرائض الإسلام ومبانيه العظام ، وهو الركن الرابع من أركان الإسلام كما جاء في حديث ابن عمر رضي الله عنهما في الصحيحين والصوم هو التعبد لله تعالى بالإمساك عن الأكل والشرب وسائر المفطرات من ظهور الفجر الثاني إلى غروب الشمس .

ويثبت دخول شهر رمضان برؤية هلاله أو بإتمام شعبان ثلاثين يوماً ، ولو مع غيم وقتر حال دون الرؤية .

ولا يجوز تقدم صوم رمضان بيوم أو يومين احتياطاً للصوم ، إلا لمن كان عادةً يصوم الاثنين والخميس مثلاً ، وصادف ذلك قرب رمضان ، أو كان يصوم كفارةً أو قضاءً ..

أما صيام يومين أو يوم قبل رمضان احتياطاً له ، فقد ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة _ رضي الله عنه _ مرفوعاً : " لا تقدَموا رمضان بصوم يوم أو يومين إلا رجل كان يصوم صوماً فليصمه " .

2- على من يجب الصوم ؟ :

ويجب الصوم على المسلم العاقل البالغ القادر المقيم الخالي من الموانع الشرعية .

أما قولنا المسلم : فقد خرج به الكافر ، فإنه لا يصح الصوم منه ..

وعليه فإنه لا بد من أن ينتبه إلى ما يقع من كثيرين نسأل الله السلامة ... بعض الناس يتهاون بالصلاة ، ولا يصليها ويتركها تهاوناً وكسلاً ، وإذا جاء رمضان يصوم وهو قائم على تهاونه بالصلاة .. و الذي ترك الصلاة كافر - نسأل الله السلامة - ولا يقبل منه صومه وإن صامه .

وأما قولنا العاقل : فخرج به المجنون ، وفاقد وعيه بإغماء ، أو من أصيب بما يسمى بالموت الدماغي - نسأل الله السلامة والعافية ، ولجميع مرضى المسلمين الشفاء التام وكذا المخرِّف ... فهؤلاء لا يجب عليهم الصوم لفقد شرط التكليف .

وخرج بقولنا البالغ : الصغير الذي لم يبلغ ، فإنه يُعوَّدُ على الصيام ولا يجب عليه ، ولو أفطر في أثناء النهار فلا شيء عليه ..

جاء في الصحيح من حديث الرُبيِّع بنت معوِّذ _ رضي الله عنها _ أنها قالت في صيام عاشوراء لما فُرض : " كنا نُصَوِّمُ صبياننا ، ونجعل لهم اللعبة من العِهْنِ ، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار " .

ومما ينبغي التنبيه عليه هنا معرفة علامات البلوغ :

فالصغير يبلغ بإحدى ثلاث :

1- بلوغ خمسة عشرة سنة . 2- أو إنبات الشعر الخشن في الإبطين والعانة . 3- أو إنزال المني ، 4- وتزيد المرأة بالحيض .

وإن مما يؤسف له أن نجد تساهل كثيرين من الآباء والأمهات في عدم حث أبنائهم على الصيام وقد يكونون من أهل الوجوب ، ومع هذا فلا يأمروهم به ، وهذا منكر عظيم ، يتحمل الوالدان مسئوليته ؛ لأنهما راعيان ومسؤولان أمام الله تعالى عن أمانة أولادهم ..

وقولنا القادر : خرج به من لا يقدر على الصوم لمرض أو لكبر ، وخرج به الحامل والمرضع ، ولهؤلاء أحكام ستأتي إن شاء الله .

وخرج بقولنا مقيم : المسافر ؛ فإنه يباح له الفطر سواء شق الصوم عليه أو لم يشق .

وخرج بقولنا الخالي عن الموانع الشرعية : الحائض والنفساء ؛ فإنه يحرم عليهما الصيام وقت الحيض والنفاس ، ولا يصح منهما .

3- آداب الصيام وسننه :

قد تقدم الكلام على أفضلية هذا الشهر ، واختصاصه بعبادة الصوم ، ولذا ينبغي على الصائم أن يتأدب بالأدب الشرعي في صومه ..

وسأذكر بإذن الله تعالى جملة من الآداب والسنن والواجبات التي ينبغي على الصائم أن يأتي بها :

أ- السحور :

وهو من السنن ، فيسن الحرص عليه ، وتأخيره ، وقد ثبت في الصحيح عن النبي _ صلى الله عليه وسلم _ أنه قال : " تسحروا فإن في السحور بركة " ..

فهو غداء مبارك ؛ بشهادة النبي _ صلى الله عليه وسلم _ ، وفيه مخالفة لأهل الكتاب وقد شرع لنا مخالفتهم ..

ب- ومن السنن : تعجيل الفطر لقوله _ صلى الله عليه وسلم _ : " لا يزال الناس بخير ما عجّلوا الفطر " رواه البخاري ..

ويسن للصائم أن يفطر على رطب ، فإن لم يجد فتميرات ، فإن لم يجد فيفطر على ماء وقد جاء في حديث أنس رضي الله عنه قال : " كان النبي صلى الله عليه وسلم يُفطر قبل أن يصلي على رطبات ، فإن لم تكن رطبات فتميرات ، فإن لم تكن تميرات حسا حسوات من ماء ." رواه الترمذي 3/79 وغيره وقال حديث حسن غريب وصححه في الإرواء برقم 922 ، ولقد ثبت طبياً أثر البداية على الرطب أو التميرات ومن ثم الماء ... ؛ لأن الإفطار على التمر والماء يحقق الهدفين : وهما دفع الجوع والعطش .

وتستطيع المعدة والأمعاء الخالية امتصاص المواد السكرية بسرعة كبيرة كما يحتوي الرطب والتمر على كمية من الألياف مما يقي من الإمساك ويعطي الإنسان شعورا بالامتلاء فلا يكثر الصائم من تناول مختلف أنواع الطعام .

جـ- ويسن له يقول بعد إفطاره ما جاء في حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي _ صلى الله عليه وسلم _ كان إذا أفطر قال : " ذهب الظمأ ، وابتلت العروق ، وثبت الأجر إن شاء الله " رواه أبو داود ، وحسنه الدارقطني إسناده 2/185 .، وفي الباب أحاديث لا تثبت .

د- ومما يجب على الصائم : البعد عن الرفث لقوله _ صلى الله عليه وسلم _ " .. إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفُث .. " رواه البخاري ..

والرفث : هو الوقوع في المعاصي ..

وقال النبي _ صلى الله عليه وسلم _ : " من لم يدع قول الزور والعمل به ، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه " ، البخاري .

وينبغي أن يجتنب الصائم جميع المحرمات كالغيبة والفحش والكذب ، فربما ذهبت بأجر صيامه كله ، وقد روي : " رُبّ صائم ليس له من صيامه إلا الجوع " . رواه ابن ماجه ، وفيه اختلاف في رفعه ووقفه .

هـ- وينبغي على الصائم أن لا يصخَب ؛ لما ثبت عنه _ صلى الله عليه وسلم _ : "وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم ، إني صائم " فواحدة تذكيراً لنفسه والأخرى تذكيرا لخصمه .

إن الناظر في أخلاق بعضنا في الصيام يجد خلاف هذا الخُلق الكريم فيجب ، وكأن الناس قد اترفعت دماؤهم إلى أنوفهم ، فما إن تتأخر لحيظة عند الإشارة وقد أصبحت خضراء إلا وأرتال المنبهات تنهال عليك من السيارات حولك ، وكأنك قد ارتكبت منكراً عظيماً .. بل لربما سمعت الشتائم من هنا وهناك ، وكأننا في ضغط نفسي ... بل بعضهم يتهجَّم ويتكتَّم ( يتنرفز ) ؛ لأتـفه الأسباب ، بل تراه مستعداً متحفزاً للشجار مع أي أحد حتى مع نفسه ، ولو كلمته لقال : ( تراها واصلة ، تراني صايم ) !! ، فالواجب ضبط النفس ، والصوم راحة وجنة ووقاية ... ، والأحرى بكل واحد منا أن يهذبه صومه وأن يتبع فيه هدي النبي _ صلى الله عليه وسلم _ ...وعليه فلا بد من السكينة والهدوء وحسن الخلق والبشاشة ..

و- ويكره الإكثار من الطعام ، لحديث " ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنٍ .. " رواه الترمذي رقم 2380 وقال هذا حديث حسن صحيح .. وكثرة الأكل تجلب النعاس والخمول ، الشهر شهر عبادة وطاعة .. بل إن الفائدة التي تحققت بالصوم من راحة الجسم ، تزول بكثرة الأكل ، بل لربما أدى ذلك إلى عسر الهضم وآلام المعدة فحيث كانت المعدة في أثناء النهار في راحة ، إذا بأرتال اللحوم والشحوم والمشارب وألوان الطعام تنهال عليها !! ..

أضف إلى ذلك الثقل الذي يراه أحدنا إذا أكثر من الأكل وقت صلاة التروايح ، بل بعضهم يكثر من أكل ما به رائحة فيؤذي المصلين ..

ولعل ما ينبغي التنبيه عليه أننا نجد كثيرين يستعدون لشهر الصوم بأنواع من المآكل والمشارب !! فتراهم يتزاحمون على أماكن التموين وبيع المواد الغذائية وكأنهم مقدمون على مجاعة !!

ومع ما بينته من أثر سلبي على كثرة الأكل ... فإن له مضرة أخرى كنت قد أشرت لها وهي إشغال وقت النساء بالطبخ وإعداد أصناف وألوان الطعام مما يفوت عليهن الأوقات الشريفة واستغلالها بالطاعة ..

ز- ومما يندب له ويستحب في هذا الشهر بالذات :

الجود بأنواعه .. بالعلم والمال والجاه والبدن والخُلُق ..

فقد مرَّ بنا ما في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن ، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة " .

فكيف بأناس استبدلوا الجود بالبخل والنشاط في الطاعات بالكسل والخمول فلا يتقنون الأعمال ولا يحسنون المعاملة متذرِّعين بالصيام .

بل إن مما يرجى أن يكون أسباب دخول الجنة الجمعَ بين الصيام والإطعام ؛ كما جاء في الحديث : " إن في الجنة غرفا يُرى ظاهرها من باطنها ، وباطنها من ظاهرها أعدها الله تعالى لمن أطعم الطعام ، وألان الكلام وتابع الصيام وصلى بالليل والناس نيام " رواه أحمد 5/343 وابن خزيمة رقم 2137 وقال : إن صح الخبر وقال الألباني في تعليقه : إسناده حسن لغيره ، والحديث جاء من وجهين ضعيفين والله تعالى أعلم .

ومن أوجه الجود في هذا الشهر الكريم تفطير الصائمين ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " من فطّر صائماً كان له مثل أجره ، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء . " رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح .

قال شيخ الإسلام رحمه الله : والمراد بتفطيره أن يُشبعه . الاختيارات الفقهية ص : 109

وقد آثر عدد من السلف ـ رحمهم الله ـ الفقراءَ على أنفسهم بطعام إفطارهم ، منهم : عبد الله بن عمر ، ومالك بن دينار ، وأحمد بن حنبل وغيرهم . وكان عبد الله بن عمر لا يفطر إلا مع اليتامى والمساكين .

ح- ويسن في رمضان أداء صلاة التراويح جماعة في المساجد :

أما أولاً فأنبه على ما ذكرته سلفاً من الحرص على الصلوات في وقتها وأنه يجب على الرجال صلاة الجماعة في المساجد وأنه لا يسعهم التخلف عنها .

ومع التراويح وقفات ، وقفة مع الأئمة ، ووقفة مع عموم الناس ، ووقفة مع النساء :

وقبل هذه الوقفات أحب أن أذكر فضل قيام رمضان ؛ فقد جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة "من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه" .

وجاء في قيام ليلة القدر بخصوصها أن فضلها غفران ما تقدم من الذنوب وقد تقدم الحديث في ذلك .

ولذا فلا بد لنا من أن نستغل هذا الأجر العظيم والفضل الكبير ، وأن نحرص على أداء التروايح مطمئنين خاشعين ...

أما الوقفات :

فالوقفة الأولى مع الأئمة وفيها أقول :

لقد منَّ الله تعالى عليكم أن يسر لكم الإمامة ، وهي منصب عظيم ، فلا بدَّ لكم من أن تعوا مسئوليتكم وأمانتكم ، مما يلاحظ على بعض الأئمة :

1- السرعة في القراءة والصلاة ؛ لأجل أن يختم ، ولا شك بأن الختمة غير واجبة .. مع ما يصاحب الإسراع من الإخلال بشيء من الركوع والسجود والطمأنينة والخشوع .

2- الاعتداء في الدعاء والإطالة فيه ، مع أن المسنون ترك ذلك أحياناً ، وقد علَّم النبي _ صلى الله عليه وسلم _ الحسن ابن بنته _ رضي الله عنهما _ دعاء القنوت بكلمات طيبات مباركات ..

نعم لا تقول بأنه لا يجوز الزيادة على ما ذكر ، ولكن الحرص على السنة وعلى الصحيح المأثور والجوامع من الدعاء فيه خير كثير ، وبه تنال أجر الدعاء والمتابعة وتسلم من الزلل والمخالفة .

3- تفويت بعض الأئمة فرصة إقبال الناس وموسم الطاعة ، بحيث يتقاعسون عن تذكيرهم ونصحهم وإرشادهم سواء بعد الصلاة ما بين الوقت والآخر .. أو بين الآذان والإقامة ، أو بالزيارات .. ورمضان ولياليه فرصة للدعوة والنصح .

والحمد لله فإن النفوس مقبلة على الخير في رمضان ، فاستغلال ذلك لا بد منه ، وقد كان _ صلى الله عليه وسلم _ يتخول أصحابه بالموعظة ؛ كما في حديث ابن مسعود _ رضي الله عنه _ ..

كما ينبغي على الإمام أن يستعد بمذاكرة العلم ، ومدارسة مسائل الصيام وكافة أبواب العلم ؛ لأجل أن يكون حيث يريده المأمومون ... ، ولا شك بأن هذا من باب الجود الذي قد قدمنا ذكره ..

وأما الوقفة مع عموم الناس ، فقد قدَّمت فيما سبق من آداب الصيام شيئاً كثيراً ، وأخص هنا ما يلي :

1- الإكثار والمبالغة في تتبع المساجد .. والتنقل طلباً للصوت فقط ، وقد جاء في الحديث عن النبي _ صلى الله عليه وسلم _ : " ليصل أحدكم في المسجد الذي يليه ولا يتبع المساجد " [ رواه الطبراني - وصححه الألباني في صحيح الجامع ] ..

وقد نهى السلف عن ذلك ؛ لما فيه من هجر بعض المساجد .. والتأخير عن تكبيرة الإحرام ، وما قد يحصل من عشق الأصوات ... وغيره ..

نعم .. لا حرج في أن يلتزم المصلي بمسجد ولو كان غير مسجده ويستمر معه إلى نهاية رمضان إن وجد ذلك أدعى لحصول الخشوع وتدبر القراءة .

2- الصراخ والعويل عند البكاء .. أو رفع الصوت والتكلف في البكاء .. وليس هذا من هدي السلف _ رضي الله عنهم _ .. بل كان قدوتنا _ صلى الله عليه وسلم _ إذا بكى سُمع له أزيز كأزيز المرجل فحسب .. فالتكلُّف منهي عنه ، وهو مدعاة للرياء وفيه إزعاج للمصلين .. ومن غُلب فهو معذور ولكن لا بد من اتباع الهدي النبوي في ذلك .

3- التأثر من كلام البشر ، وعدم التأثر من كلام رب البشر ، وذلك بالبكاء من الدعاء فقط وأما القرآن فلا ، والله تعالى يقول : { لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ } .

4- البعض ينتظر الإمام حتى يركع وينشغل بالكلام فإذا ركع دخل معه في الصلاة ويكثر هذا في الحرم _ وهذا العمل فيه ترك لمتابعة الإمام وتفويت تكبيرة الإحرام وقراءة الفاتحة .. فلا يليق بك – أخي الحبيب – فعله .

5- النظر في المصحف داخل الصلاة حال قراءة الإمام ، _ وهذا يكثر في الحرم _ وفي هذا العمل عدة مساوئ فمنها كثرة الحركة باليدين وبالبصر ، ومنها ترك سنة القبض ، ووضع اليدين على الصدر ، ومنها ترك النظر إلى موضع السجود .. إلخ .

6- اكتفاء البعض بأربع أو ست ركعات مع الإمام ثم ينصرف إلى دنياه وفي هذا فوات لأجر عظيم قال فقد جاء فيما أخرجه الترمذي وغيره وقال الترمذي حديث حسن صحيح من حديث أبي ذر عن النبي _ صلى الله عليه وسلم _ : " من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة" .

7- كثير من الناس تصيبهم مسائل تتعلق بصيامهم أو صلاتهم أو عبادتهم ومع هذا لا يسألون أهل العلم ، بل كثير منهم قد يأتي أموراً تترتب عليها أحكاماً شديدة ، ومع هذا يظل على جهله أو لا يبالي إن سأل أو لم يسأل ..

ولا شك بأن أمر العبادة أمر عظيم ، ولا بد للإنسان من أن ينتبه لدينه وأن يعبد الله تعالى على بصيرة ..

والوقفة الأخيرة من هذه الوقفات مع أمهاتنا وأخواتنا وزوجاتنا وفتياتنا مع شقائق الرجال حرسهن الله :

1- أخواتي في الله .. إن هذا الشهر عظيم وفضله كبير ، فأري الله من نفسك خيراً وأكثري من العمل الصالح ، وإياك وأن يغرك أعوان الشيطان الفضائيين وغيرهم وإياك ونفسك أن تلهيك بالأسواق والمشتريات .

2- تحضر كثير من أخواتنا المساجد طلباً للخير .. ، وفعلهن مشروع لا غبار عليه ..

ولكن بعض النساء هداهن الله يحضرن إلى المسجد وهنَّ متبخرات متعطرات ... وفي هذا مخالفة عظيمة لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية " - نسأل الله العافية - ، رواه أحمد والترمذي وقال : حسن صحيح ،

ولعل الأمر يزداد خطورة إذا ما ذهبت المرأة إلى السوق وهي بهذه الحال ... فالأمر جدُّ خطير ، وعلى النساء وأولياء أمورهن ملاحظة ذلك .

3- ومما يلاحظ أيضاً عدم التستر الكامل وإظهار شيء من الشعر ، ولبس العباءة ذات الأكمام الطويلة التي تظهر السواعد .. ،

مع أن الواجب عليها ستر جميع جسدها ، وأن لا يكون حجابها شفافاً ولا ضيقاً بل واسعاً ساتراً فضفاضاً ، وأن لا تظهر شيئاً من زينتها ؛ امتثالاً أمر الله تعالى لها ..

وهذا ليس كبتاً وحبساً لها وإنما احتراماً وصيانة وحماية لها .. ولنؤمن جميعاً بأن ما أمرنا الله به فيه مصلحتنا ، وفيه الخير لنا .

4- الحضور إلى المسجد مع السائق الأجنبي بمفردها .. فترتكب بذلك مخالفة شرعية من أجل الحصول على أمر مباح أو مستحب لها ، وهذا خطأ .

5- إحضار الأطفال المزعجين وإشغال المصلين بذلك والتشويش عليهم . والمساجد يجب أن تُصان من ذلك ..

6- يلاحظ على كثيرات من أخواتنا الاشتغال بعد الصلاة بالقيل والقال والكلام في الناس وارتفاع الأصوات بذلك حتى يسمعهن الرجال بدلاً من قول سبحان الملك القدوس ( ثلاثاُ) والذكر والاستغفار !!.

والسنة أن ينصرفن مباشرة بعد فراغ الإمام ولا يتأخرن إلا لعذر ، والرجال يبقون قليلاً حتى تنصرف النساء ، أو ينتظر النساء قليلاً حتى يخرج الرجال ، فلا يكون الخروج في وقت واحد خاصة إذا كانت الأبواب متقاربة فيحصل الزحام والاختلاط على الأبواب .

7- عدم التراص في الصفوف ، ووجود الفرجات ، والخلل فيها . والواجب تسوية الصفوف وإكمالها ، وسد الفرج .

وبعض أخواتنا هداهن الله لا يستجبن لمن يدعوهن إلى رص الصف وتمامه في الصلاة ... فلا بد من الانتباه إلى ذلك .

ومما أود الحديث عنه في ختام هذه الوقفات ما نراه بأن الوالدين يأتيان إلى المسجد ويتركان أبناءهما أمام التلفزيون وضياع الوقت والمعاصي من مشاهدة الأفلام وسماع أغاني ونحوها .. أو مصاحبة الفساق والله يقول : { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا } ، فلا بد من المحافظة على الأبناء ، وتعويدهم على العمل الصالح في هذا الشهر الكريم ..

المبحث الثالث :

مسائل فقهية يكثر السؤال عنها :

أولاً - مفسدات الصوم :

ينبغي أن يعلم بأن إفساد الصوم عمداً من الذنوب العظيمة ، فانتهاك حرمة الشهر الذي فرض الله صيامه وعصيان أمر الله تعالى بالفطر منكر عظيم جداً ، ومن أفطر في نهار رمضان بأي مفطر بلا عذر وكان عامداً مستحلاً للفطر لا يرى وجوبه عليه فهو كافر والعياذ بالله ؛ لكونه أنكر ما هو معلوم من الدين بالضرورة وإن أفطر بلا عذر عامداً غير مستحل فقد جاء بمنكر عظيم وذنب كبير يستوجب التعزير . يقول الحافظ الذهبي رحمه الله : وعند المؤمنين مقرر أن من ترك صوم رمضان من غير عذر أنه شرّ من الزاني ومدمن الخمر ، بل يشكّون في إسلامه ، ويظنّون به الزندقة والانحلال .

وقال شيخ الإسلام رحمه الله : إذا أفطر في رمضان مستحلاً لذلك وهو عالم بتحريمه استحلالاً له وجب قتله ، وإن كان فاسقاً عوقب عن فطره في رمضان . مجموع الفتاوى 25/265 .

أما مفسدات الصوم :

1- فأشدها الجماع في نهار رمضان ، فإن جامع من وجب في حقه الصوم زوجته وكانت راضية غير معذورة أو زنى والعياذ بالله أو جامع في الدبر والعياذ بالله من ذكر أو أنثى ، فسد صومهما ولزمهما قضاء اليوم و الكفارة المغلظة ، وهي على الترتيب : عتق رقبة ، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين ، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً .

وهنا ينبغي أن أنبه إلى خطورة التساهل في هذا الأمر ، وأنه ينبغي على الزوجين أن يأخذا كافة الاحتياطات ؛ حفاظاً على صومهما ، وأن من وقع منه ذلك فقد جاء بمنكر عظيم ؛ فقد قال الصحابي الذي وقع منه ذلك الفعل : يا رسول الله هلكت . قال : "وما أهلكك " ؟ قال : وقعت على امرأتي في رمضان وأنا صائم .. متفق عليه . فهذا أمر منكر ، ولا بد من التوقي منه ، ولا بدَّ على الزوجة أن تمتنع عن زوجها إذا راودها وأن تذكره بالله تعالى ، كما ينبغي عليهما البعد عن أسباب الإثارة ، والله المستعان .

كما يجب أن لا يتساهل في أمر الكفارة فيؤتى بها مرتبة ، والله تعالى أعلم .

ويدخل في حكم الجماع الاستمناء ، فإن استمنى فسد صومه ولزمه القضاء ، ولا تلزمه الكفارة .

2- الأكل والشرب عمداً ممن يجب في حقه ، وهنا مسائل :

من أكل أو شرب عالماً عامداً ذاكراَ بطل صومه ، وقد جاء بأمر عظيم كما بينت سلفاً ، وعليه القضاء .

من أكل أو شرب ناسياً فلا شيء عليه ولا قضاء وليتم صومه ؛ لما ثبت في حديث أبي هريرة _ رضي الله عنه _ المتفق عليه عن النبي _ صلى الله عليه وسلم _ : "من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه ؛ فإنما أطعمه الله وسقاه " .

وينبغي على من رأى من يأكل أو يشرب ناسياً أن ينبهه على ذلك ؛ من باب التعاون على البر والتقوى ..

ويدخل في حكم الأكل والشرب الإبر المغذية التي يستفيد منها الجسم استفادته من الأكل والشرب ؛ كالمغذيات ، وكذلك إدخال الدم إلى الجسم .

أما الإبر غير المغذية كالأنسولين وإبر الحمى الشوكية فالذي عليه الفتوى عند اللجنة الدائمة للإفتاء أنها لا تفطر ، والأولى أن تستخدم بعد الإفطار .

3- ومن المفطرات الحجامة ، واختلف العلماء فيها بناء على اختلافهم هل حديث "أفطر الحاجم والمحجوم " هل هو منسوخ أو محكم ؟ ، والذي عليه الفتوى عند اللجنة الدائمة أن الحجامة تفطر .

والتبرع بالدم يأخذ حكم الحجامة بجامع إضعاف البدن ، وعليه فيفطر المتبرع بالدم . بناء على فتوى اللجنة الدائمة .

4- الحيض والنفاس ، فإن حاضت المرأة أو نفست في نهار رمضان ولو قبل مغيب الشمس ، لزمها القضاء .

5- إذا تقيأ الإنسان عمداً بطل صومه ، حكى إجماع العلماء على ذلك ابن المنذر وجاء عند الترمذي وقال : حسن غريب من حديث أبي هريرة _ رضي الله عنه _ عن النبي _ صلى الله عليه وسلم _ : " من ذرعه القيء فليس عليه قضاء ، ومن استقاء عمداً فليقضِ " ، قال الترمذي رحمه الله : والعمل عند أهل العلم على حديث أبي هريرة ...

ثانياً - ما لا يفسد به الصوم :

1- خروج الدم من الإنسان ، غير دم الحيض والنفاس ؛ كالرعاف أو دم الجرح أو الاستحاضة ... ، وكذا أخذ التحليل اليسير لا يفسد الصوم على ما عليه الفتوى عنه عند اللجنة الدائمة .

أما التبرع بالدم فقد تقدم الكلام عليه ، وأنه يلحق بالحجامة على ما عليه فتوى اللجنة الدائمة .

2- يكثر سؤال الناس عن بعض العلاجات الطبية وهل تفطر أم لا ؟ ..

وأنا أسوق هنا قراراً من قرارات مجمع الفقه الإسلامي ، بخصوص بعض العلاجات الطبية التي حكموا بأنها لا تفطر :

أولاً : الأمور التالية لا تعتبر من المفطرات :

1- قطرة العين ، أو قطرة الأذن ، أو غسول الأذن ، أو قطرة الأنف ، أو بخاخ الأنف ، إذا اجتنب ابتلاع ما نفذ إلى الحلق .

2- الأقراص العلاجية التي توضع تحت اللسان لعلاج الذبحة الصدرية وغيرها إذا اجتنب ابتلاع ما نفذ إلى الحلق .

3- ما يدخل المهبل من تحاميل (لبوس)،أو غسول،أو منظار مهبلي ،أو إصبع للفحص الطبي .

4- إدخال المنظار أو اللولب ونحوهما إلى الرحم .

5- ما يدخل الإحليل ، أي مجرى البول الظاهر للذكر أو الأنثى ، من قثطرة ( أنبوب دقيق ) أو منظار ، أو مادة ظليلة على الأشعة ، أو دواء ، أو محلول لغسل المثانة .

6- حفر السن ، أو قلع الضرس ، أو تنظيف الأسنان ، أو السواك وفرشاة الأسنان ، إذا اجتنب ابتلاع ما نفذ إلى الحلق .

7- المضمضة ، والغرغرة ، وبخاخ العلاج الموضعي للفم إذا اجتنب ابتلاع ما نفذ إلى الحلق .

8- الحقن العلاجية الجلدية أو العضلية أو الوريدية ، باستثناء السوائل والحقن المغذية

9- غاز الأكسجين .

10- غازات التخدير ( البنج ) ما لم يعط المريض سوائل ( محاليل ) مغذية .

11- ما يدخل الجسم امتصاصاً من الجلد كالدهونات والمراهم واللصقات العلاجية الجلدية المحملة بالمواد الدوائية أو الكيميائية .

12- إدخال قثطرة ( أنبوب دقيق ) في الشرايين لتصوير أو علاج أوعية القلب أو غيره من الأعضاء .

13- إدخال منظار من خلال جدار البطن لفحص الأحشاء أو إجراء عملية جراحية عليها .

14- أخذ عينات ( خزعات ) من الكبد أو غيره من الأعضاء ما لم تكن مصحوبة بإعطاء محاليل .

15- منظار المعدة إذا لم يصاحبه إدخال سوائل ( محاليل ) أو مواد أخرى .

16- دخول أي أداة أو مواد علاجية إلى الدماغ أو النخاع الشوكي .

17- القيء غير المتعمد بخلاف المتعمد ( الاستقاءة ) .

ثانياً : ينبغي على الطبيب المسلم نصح المريض بتأجيل ما لا يضره تأجيله إلى ما بعد الإفطار من صور المعالجات المذكورة فيما سبق . أ.هـ حتى لا يؤثّر ذلك في صحة صيامه

ومما تعم به البلوى الفكس ، وهل يعد من المفطرات ؟

وقد سئل فضيلة الشيخ محمد صالح المنجد ما يلي :

أسال عن الرائحة المنبعثة من الفكس هل لها جرم يدخل إلى المعدة عند الادهان بالفكس على منطقة الجبهة والأنف أثناء الصيام ؟ .

الجواب:

الحمد لله

الرائحة المنبعثة من الفكس لا تؤثر على الصيام ، لأنها مجرد رائحة ولا جرم لها يدخل إلى المعدة . انتهى جوابه .

المبحث الرابع :

أحكام تتعلق بالصيام :

1- يباح للمسافر مسافة قصر أن يفطر في نهار رمضان وأن يقضي يوماً مكانه لقوله تعالى : { فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام آخر} .

2- المريض له حالات :

الأولى- إن كان لا يستطيع الصوم مع المرض ، أو كان يستطيع ويشق عليه الصوم مع مرضه ، فله الفطر .

والثانية- إن كان الصوم يضره وربما أدى به إلى أضرار أو إتلاف نفسه كمن به فشل كلوي عافانا الله وإياكم وشفى المسلمين المصابين به فهنا يجب عليه أن يفطر ويحرم عليه الصوم ؛ لقوله تعلى : { ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة } ولتحريم قتل النفس ، وقد جاء الشرع بحفظ الضرورات الخمس ومنها النفس .

فإن كان المريض به مرض يرجى زواله وبرؤه ؛ فإنه يفطر ويقضي ، متى ما شفاه الله تعالى ، ولا كفارة عليه .

فإن مات من هذه حاله ، قبل أن يقضي ، فإن كان مات قبل شفائه ، فلا يصام عنه .

وإن شفي وتمكن من القضاء لكنه أخره حتى مات ولم يقض ، فيشرع ويستحب لأقربائه أن يصوموا عنه . والدليل حديث عائشة رضي الله عنها المتفق عليه عن النبي _ صلى الله عليه وسلم _ : " من مات وعليه صيام ، صام عنه وليه " . وقد أفتت اللجنة الدائمة بذلك .

الثالثة- المريض بمرض لا يرجى برؤه حكمه حكم الكبير العاجز عن الصيام وسيأتي حكمه بإذن الله تعالى .

3- من به عجز ( دائم ) وهو الذي لا يرجى ذهابه ويمنعه من الصيام كالشيخ الكبير ، والمريض مرضاً لا يرجى برؤه كمن يحتاج إلى أخذ علاج في النهار طيلة حياته . فهذا لا يجب عليه الصوم ، ولا يستطيع القضاء ، وإنما يجب عليه : أن يطعم مكان كل يوم مسكيناً .

فعن عطاء ـ رحمه الله ـ سمع ابن عباس رضي الله عنهما يقرأ : { وعلى الذين يطيقونه فديةٌ طعامُ مسكين } قال ابن عباس : " ليست بمنسوخة ، هو الشيخ الكبير والمرأة الكبيرة لا يستطيعان أن يصوما فليطعما مكان كل يوم مسكيناً " أخرجه البخاري .

وهل يطعمهم بداية الشهر عن ثلاثين يوماً ؟ قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله : لا يقدم ؛ لأن تقديم الفدية كتقديم الصوم ، فهل يجزئ أن تقدم الصوم في رمضان ؟

4- الحامل والمرضع :

صيام الحامل والمرضع لا يخلو حالهما من ثلاث حالات :

إما أن تخاف كل واحدة منهما على نفسها فقط .

وإما أن تخاف على طفليهما فقط .

وإما أن تخاف على نفسيهما وطفليهما .

فإن خافت الحامل أو المرضع على نفسيهما فقط ، أفطرتا وعليهما القضاء فقط ، قال ابن قدامة رحمه الله : لا نعلم فيه بين أهل العلم اختلافاً .

وإن خافت على نفسيهما وولديهما ، أفطرتا وقضتا .

وأما إن كان الفطر بسبب الولد ؛ أي أن المرأة تقوى على الصوم لكنها تخاف على ولدها أو جنينها أن يتأثر ، فهنا المسألة فيها خلاف ، وذهب كثير من العلماء عدهم ابن قدامة إلى أنهما تفطران وتقضيان وليس عليهما الإطعام ؛ لحديث أنس بن مالك وهو صحابي من بني عبد الله بن كعب وليس هو بأنس الصحابي المعروف ، قال _ رضي الله عنه _ عن رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ قال : " إن الله قد وضع عن المسافر الصوم وشطر الصلاة ، وعن الحامل أو المرضع الصوم أو الصيام " قال الترمذي : وفي الباب عن أبي أمية ، وحديث أنس بن مالك حديث حسن .. والعمل على هذا عند بعض أهل العلم . فلم يأمرهما بكفارة ، وشبههما بالمسافر وقد جاء في الآية : { فعدةٌ من أيام أخر} .

وذهب بعض أهل العلم إلى أنهما تفطران وتقضيان وتطعمان ، وهناك من العلماء من فرق بين الحامل والمرضع . وهناك من قال بأنهما تفطران وتطعمان ولا تقضيان.. والذي يظهر من فتاوى اللجنة الدائمة أن عليهما القضاء فقط دون الإطعام ، وبه يقول شيخنا محمد بن صالح العثيمين رحمه الله . ولو أطعمت وقضت فأحوط ؛ عملاً بفتيا ابن عباس وابن عمر والله تعالى أعلم .

[font:04f9=
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.alsufia-gaza-palestin.yoo7.com
 
الصيام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الصيام
» الصيام
» الصيام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الصوفية -غزة فلسطين :: ღ♥ღالشريعة والحقيقة والطريقة والفقه العام ღ♥ღ :: ღ♥ღ الشريعة ღ♥ღ-
انتقل الى: