تأملتُ أثناء استخدامي للبخور ، فسألتُ نفسي :
هل استخدم الرسول صلى الله عليه وسلم البخور ؟.
أعلم أنه قد ورد عدة أحاديث في البخور كما في :
- حديث نهي المرأة عن شهود الجماعة إذا أصابت بخورا ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيما امرأة أصابت بخوراً فلا تشهد معنا العشاء الآخرة» رواه مسلم .
- ووروده في نعيم الجنة ، كما في حديث أبى هريرة - رضى الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال « أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر ، والذين على إثرهم كأشد كوكب إضاءة ، قلوبهم على قلب رجل واحد ، لا اختلاف بينهم ولا تباغض ، لكل امرئ منهم زوجتان ، كل واحدة منهما يرى مخ ساقها من وراء لحمها من الحسن ، يسبحون الله بكرة وعشيا ، لا يسقمون ولا يمتخطون ، ولا يبصقون ، آنيتهم الذهب والفضة ، وأمشاطهم الذهب ، وقود مجامرهم الألوة - قال أبو اليمان يعنى العود - ورشحهم المسك » البخاري ومسلم .
قال ابن حجر رحمه الله تعالى في الفتح :
قوله : ( ومجامرهم الألوة )
"الألوة" : العود الذي يبخر به .
قيل جعلت مجامرهم نفس العود ، لكن في الرواية الثانية " ووقود مجامرهم الألوة " فعلى هذا في رواية الباب تجوز ، ووقع في رواية الصغاني بعد قوله الألوة . قال أبو اليمان يعني العود " والمجامر جمع مجمرة وهي المبخرة سميت مجمرة لأنها يوضع فيها الجمر ليفوح به ما يوضع فيها من البخور .
- وورد غيرها .
لكن سؤالي عن استخدام الرسول صلى الله عليه وسلم للبخور ؟.
فبحثتُ بحثا قصيرا قاصرا ، فوجدتُ ، فنقلتُ ، وكتبتُ ، وأسعدُ بإضافة المشايخ والفضلاء :
قال الإمام مسلم رحمه الله تعالى :
حدثني هارون بن سعيد الأيلي وأبو طاهر وأحمد بن عيسى قال أحمد حدثنا ، وقال الآخران أخبرنا ابن وهب أخبرني مخرمة عن أبيه عن نافع قال :
كان ابن عمر إذا استجمر استجمر بالألوة غير مطراة وبكافور يطرحه مع الألوة ، ثم قال :
( هكذا كان يستجمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ) .
قال الإمام النووي رحمه الله تعالى :
" الاستجمار ":
هنا استعمال الطيب والتبخر به مأخوذ من المجمر ، وهو البخور .
وأما " الألوة "
فقال الأصمعي وأبو عبيد وسائر أهل اللغة والغريب هي العود يتبخر به .
قال الأصمعي : أراها فارسية معربة ، وهي بضم اللام وفتح الهمزة وضمها ، لغتان مشهورتان . وحكى الأزهري كسر اللام .
قال القاضي : وحكي عن الكسائي ( ألية ) . قال القاضي : قال غيره : وتشدد وتخفف ، وتكسر الهمزة وتضم ، وقيل : ( لوة ولية ) .
وقوله : ( غير مطراة )
أي غير مخلوطة بغيرها من الطيب .
ففي هذا الحديث استحباب الطيب للرجال كما هو مستحب للنساء ، لكن يستحب للرجال من الطيب ما ظهر ريحه ، وخفي لونه ، وأما المرأة فإذا أرادت الخروج إلى المسجد أو غيره كره لها كل طيب له ريح ، ويتأكد استحبابه للرجال يوم الجمعة والعيد عند حضور مجامع المسلمين ومجالس الذكر والعلم وعند إرادته معاشرة زوجته ونحو ذلك . والله أعلم .
__________________
قال ابن رجب رحمه الله :"خاتمة السوء تكون بسبب دسيسة باطنة للعبد لايطلع عليها الناس".
وقال بعضهم : ( كم من معصية في الخفاء منعني منها قوله تعالى : " ولمن خاف مقام ربه جنتان " ) .
" إن الحسرة كل الحسرة ، والمصيبة كل المصيبة : أن نجد راحتنا حين نعصي الله تعالى